من أين يحصل الماكاو على المعلومات الكيميائية؟
بعض النباتات تكون بذورها سامة، وهذا ما يحميها تجاه الأعداء الذين يحاولون أكلها· غير أن هناك نوعا من الببغاوات يعيش في أمريكا يتغذى على هذه البذور بالرغم من كونها سامة· وسلوك هذا الببغاء أمر مثير للحيرة!!
ففي الوقت الذي لا يقترب أي كائن من هذه البذور، يصر طائر الببغاء هذا على أكله وبالرغم من ذلك لا يحدث له أيّ أذى· ولا شك أنكم أنتم أيضا عجبتم لهذه الظاهرة الغريبة، أليس كذلك؟
وهذا النوع من الببغاء الذي أطلق عليه ''الماكاو'' جلب إليه أيضا اهتمام الباحثين من رجال العلم, عند تتبع هذا الطائر لاحظ العلماء ظاهرة أثارت دهشتهم, فبعد أن يأكل ''الماكاو'' هذه البذور ذات القيمة الغذائية العالية، يطير بسرعة باتجاه منطقة صخرية، وعندما يصل إلى تلك المنطقة يعمد إلى الصخور الطينية، ويأخذ منها قطعا ويفتتها ثم يبتلعها, وهذه الحركة ليست عملية عبثية، فميزة هذه الصخور أنها تذهب التأثير السام للبذور التي تناولها. وهكذا يهضم هذا الطير تلك البذور بسهولة دون أن يلحق به أي أذى. كيف حصل هذا الكائن على المعلومات التي تفيد بأن تلك البذور هي ذات تأثير سام قاتل؟ وكيف عرف الطريقة التي يزيل بها التأثير السام لهذه البذور؟ هل يمكن أن يكون قد تلقى تعليما في علم الصيدلة وعرف أن المادة المزيلة للسم توجد في ذلك الصخر الطيني؟ لا شك أن شيئا من ذلك لم يكن. إنه لا يمكن للإنسان أن يعرف، بمجرد النظر إن كان هذا النبات ساما أو غير سام. ولا يمكن حتى أن يتخيل كيف يتم إزالة تأثير هذا السم, ولكي يعرف ذلك لا بد أن يكون قد تلقى تعليما في هذا الموضوع أو أن يكون استشار أحد المتخصصين العارفين, ولا يمكن بأي حال من الأحوال القول بأن هذا الطير قد اكتشف هذه الخصائص لدى تلك البذور إثر تحاليل كيميائية طويلة, ولا يمكن للماكاو أن يكون توصل إلى هذه المعلومات بالمصادفة، والحال أن الإنسان لم يتوصل إليها إلا بعد تلقي علوم متخصصة في هذا المجال إن الذي ألهم الماكاو هذه المعلومات هو الله تعالى خالق كلّ شيء والعليم بكل شيء
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ
الروم الآية 08 |