razan
تاريخ الميلاد : 23/02/1970 تاريخ التسجيل : 10/03/2011 عدد المساهمات : 170 المزاج : ok الموقع : mocha4you.yoo7.com
| موضوع: في كل شيء خير الأربعاء مارس 16, 2011 8:18 pm | |
|
كان علي تلميذا متفوقا جدا في المدرسة الابتدائية. وكان محبوبا جدا عند معلمة وأصدقائه، فهو دائما حسن الهندام نظيف. وكان عليّ يحترم والديه ويحترم كبار السن. غير أن عليا يجزع كثيرا لما يعترضه في حياته، بل إنه يقلق بسبب أشياء لم تقع بعد. ومثال ذلك, أنه يحس بالخوف عند اقتراب الامتحان بالرغم من استعداده له واجتهاده في مراجعة دروسه، فيرهق نفسه، وكثيرا ما يقول "ماذا لو حصلت على درجات سيئة"؟ وفي أكثر الأحيان يتشتت ذهنه ويفقد التركيز بسبب الخوف، بل إنه قد يقدم إجابة خاطئة على سؤال يعرف الإجابة عليه معرفة جيدة. ويصاب علي بحالة من الحزن والإحباط عندما يحدث شيء ما أو عندما يحدث خلاف ما كان يريده هو. فيأنب نفسه تأنيبا شديدا لأنه لم يستطع أن يفعل ذلك الأمر أو لأن ذلك الأمر ما لم يكن كما أراده.
رجع علي في ذلك اليوم من المدرسة مسرورا جدا ومضطرب جدا، وكانت أمه تحضر الطعام في المطبخ. ثم شرع بسرعة في الحديث عما جرى في المدرسة. علي: أمي، سنخرج في عطلة نهاية الأسبوع في رحلة تنظمها مدرستنا. وسوف نتمتع بأكل جميل، ونلعب الكرة ونركض وننشد ونغني. رائع جدا، أليس كذلك؟
الأم: أجل، عزيزي علي، إنه خبر جميل حقا. إذن، أسرع الآن واغسل يديك وأنجز واجباتك. أصغي علي لكلام أمه، وغسل يديه ووجهه ونزع ميدعته و أسرع في القيام بواجباته المدرسية.
غير أن اضطرابه لم يغادره إلى حد الآن. كان يفكر في الجو الممتع الذي سيقضونه في الرحلة. وفجأة قفز إلى ذهنه أمر ما، فقال في نفسه "ماذا لو مرضت قبل قدوم عطلة نهاية الأسبوع؟ فعندئذ لا أستطيع الخروج إلى النزهة، وأضطر للمكوث في البيت مستلقيا على فراشي بينما أصدقائي يلعبون و يمرحون". وضاقت نفسه لمدة من الوقت، وفقد ما كان فيه من سعادة. لقد جاءته هذه الأفكار وهو يقوم بواجباته المدرسية.
وعندما حل وقت العشاء رجع أبوه إلى البيت، ونادت الأم عليا ودعته إلى الطعام. وجلسوا إلى المائدة جميعا. وكان عليّ صامتا وواجما بسبب الخواطر السيئة التي تواردت على ذهنه. وعجبت الأم كثيرا لهذا التغيير الذي حدث لعلي. ولاحظ الأب أيضا هذا الحزن باديا على وجهه. وشرعوا كعادتهم في تجاذب أطراف الحديث.
الأب: عزيزي علي، ماذا فعلتم اليوم في المدرسة؟ هل لك أن تحكي لنا ذلك؟ علي: لقد تعلمنا معلومات جديدة يا أبي. وفي دَرس الرياضات خرجت إلى السبورة وحللت المسألة التي سأل عنها المعلم بشكل صحيح.
الأم: علي، ألا تقول لأبيك الأخبار الجميلة التي سمعتها اليوم في المدرسة؟ علي: سوف نخرج في عطلة نهاية الأسبوع في رحلة. الأب: ما أجمل هذا الخبر يا علي، ولكن يبدو أنك لم تسعد كثيرا بسماع هذا الخبر. الأم: في الواقع كُنتَ سعيدا جدا عندما رجعت من المدرسة. ولكن لا أدري لماذا تبدو الآن حزينا؟ علي: نعم، لقد كنت سعيدا. ولكنني تضايقت بسبب الأفكار التي جاءتني. الأب: ولكن لماذا تضايقت يا علي؟ علي: أخشى أن أمرض قبل نهاية الأسبوع فلا أستطيع الخروج في هذه النزهة، وعندئذ أشعر بحزن كبير. الأم: عزيزي علي، لا يوجد الآن شيء من هذا، ولا ندري هل سيحدث أم لا. ثم هل يَصحّ أن تحزن لأمر لم يقع بعد؟ الأب: انظر علي؛ إن الشيطان يجلب إليك مثل هذه الأفكار السيئة ويجعلك تحزن لأمور لم تقع بعد. وهذا يسمى وسوسة. وهذه الوساوس التي يبثها الشيطان في نفس الإنسان تجعله يفكر في أشياء سيئة ويشعر في قلبه بالضيق. وقد بين لنا الله تعالى ما يجب علينا فعله عندما نقع في مثل هذه الحالات فقال: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ) الأعراف،200" الأم: وأنت أيضا يا علي، عندما ترد إلى ذهنك هذه الأفكار السيئة استعذ بالله وأكثر من الدعاء. الأب: إنّ ما يقع لنا في حياتنا قد قدره الله عز و جل من قبل، والله يشاء لنا الخير في كل شيء وفي كل أمر. وإذا لم يكتب لك أن تذهب في هذه الرحلة، فهذا يعني أن في ذلك الخير. وبعض الناس ينسون أن الخير في شيء، وعندما يقع لهم شيء ما يغرقون في الحزن، ولا يدرون أن الله ربما نجاهم من سوء أكبر. ولكن بسبب جهلهم بهذه الحقائق يعيشون دائما في حزن وضيق. علي: نعم، لقد فهمت جيدا، وبعد اليوم، إذا اعرضتني أفكار سيئة ألجأ إلى الله بسرعة وأشكره لأنه جعل لي الخير في كل شيء [/size] | |
|