هل تعلمون أن المخلوقات التي تشاهدونها يومياً لها خصائص مدهشة؟ لقد خلق الله عدداً غير محدود من المخلوقات بعد خلق الكون، ومن بينها الإنسان، وقد شرحنا لكم سابقاً كيف خلق الله الإنسان، لكن يوجد في العالم مخلوقات أخرى غير الإنسان مثل الحيوانات والنباتات• سنشرح في هذا القسم الخصائص المدهشة لبعض الحيوانات والنباتات التي خلقها الله تعالى• لعلّ بعض هذه المخلوقات تشاهدونها يوميّاً أثناء سيركم في الطريق أو لعبكم في الحديقة أو أثناء جلوسكم في شرفة البيت، غير أنكم لم تفكروا في خصائصها أبداً••• لقد وهب الله سبحانه وتعالى الإنسان العديد من المميزات كي يذكره بها، وكما تعبر هذه الرسوم المصاحبة لهذه الصفحة كيف أن البعوضة أصغر آلاف المرات من الإنسان، لكن بالرغم ذلك فإن الإنسان لا يستطيع الدفاع عن نفسه إزاء هذه الحشرة الصغيرة بعدم قدرته منع لدغة البعوضة مهما فعل؛ لأن الله هو الذي وهبها تلك القدرة رغم صغر حجمها أمام الإنسان• وهي عبرة للإنسان يدرك من خلالها عظمة الخالق وضعفه أمام قدرة الله• ويريد الله أن يبين له بأنه لا حول له و لاقوة إلا به، و لن يستطيع مواجهة حتى مجرد بعوضة صغيرة• تذكروا ذلك الرنين الذي تسمعونه أثناء نومكم في الليل، إنه رنين البعوضة، هل تلاحظون في الرسم كم هي صغيرة لكن رنينها قويّ؛ لأن الله تعالى وهبها هذه الميزة• حسناً، هل تعلمون لماذا تصر البعوضة على لدغكم؟ انتبهوا سنحكي لكم مغامرة طريفة عن البعوضة • المغامرة الخارقة للبعوضة
البعوضة من المخلوقات المعروفة عند الإنسان لأنها تزورنا بكثرة في فصل الصيف• فهل أتيحت لكم فرصة تفحص البعوضة عن قرب؟ إن لم تتح لكم الفرصة فتأملوا جيداً في الصورة ولنتفحصها معاً• هل تعلمون لماذا احمرّ بطن البعوضة؟ إنه احمر لأنه امتلأ بدم امتصته من جسم الإنسان!! <TABLE borderColor=#cc0000 height=182 cellSpacing=0 cellPadding=2 width=438 align=center border=1> <TR bgColor=#ffffff> <td width=430 height=136> </TD></TR> <TR bgColor=#ffffff> <td height=44> هل شاهدتم المنطقة الحمراء بالبعوضة ؟ إنّها بعوضة أثناء قيامها بعملها وهو امتصاص دم الإنسان• </TD></TR></TABLE> حسناً، لماذا تمصّ البعوضة دم الإنسان؟ يظن أغلب الناس أنّ البعوض يتغذّي من دم الإنسان، غير أنّ البعوض يتغذّي من رحيق الأزهار، البعوضة الأم فقط التي تحمل البيض تحتاج إلى مصّ الدّم• إذن ، بعد معرفة هذه الحقيقة ستتغير فكرتكم عن البعوض غالباً، وهناك شيءآخر سيدهشكم أكثر••• كما تعلمون إن البعوض مخلوق يطير ويعيش في الظلام لكنه يكبر في الماء، وبعد أن يكبر يخرج من الماء دون أن يبتلَّ، فهل سمعتم من قبل بهذا الشيء المدهش؟ إن لم تسمعوا بذلك فاقرؤا جيداً ما سنكتبه لاحقاً لأنكم ستصابون بالذهول • بداية المغامرة <TABLE class=cresimalti borderColor=#cc0000 height=170 cellSpacing=0 cellPadding=2 width=226 align=center border=1> <TR> <td width=280 height=168>
البعوضة الأم تُصَفِّفُ بيضها حتّى يبقى فوق سطح الماء و لا يغرق · </TD></TR></TABLE> سنقص عليكم مغامرة بعوضة صغيرة تبدأ بوضع بيضها في بحيرة أو في أرض مبللة، لكنها لا تضع بيضها عشوائياً، بل تصففه بشكل منتظم الواحدة بجانب الأخرى مثلما يصطف المسلمون للصلاة• هل تدرون لماذا؟ لكي يبقوا فوق سطح الماء و لا يغرقوا فيه، فإذا ارتبط البيض ببعضه البعض بهذا الشكل يتجنب خطر الغرق في الماء• والبعوضة الأم تقوم بتصفيف البيض بإتقان و عناية، و لا يمكن للذباب و العصافير رؤية البيض لأنه قاتم اللون• حسناً، كيف تعرف بيضةُ بعوضةٍ صغيرةٍ ضرورة تغيير لونها، قطعاً هي لا تعرف والبعوضة الأم كذلك لا تعرف فالله تعالى هو الذي يمنح لون البيض، فهو الرحيم بمخلوقاته و هو الذي يحميها، لذلك تتغير ألوانُ بيض البعوضة• <TABLE cellSpacing=0 cellPadding=5 width=176 align=center border=0> <TR> </TR> <TR> البعوضة الدّويدة </TR></TABLE> يتحول البيض بعد فترة قصيرة إلى دويدات - كما تشاهدون في الصورة - هذه الدويدات تعلق رؤوسها إلى الأسفل داخل الماء• حسب رأيكم كيف تتنفس الدويدات داخل الماء؟ لقد خلق الله لها عضواً يمكنّها من التنفس داخل الماء، ماذا يشبه؟ إنه يشبه آلة التنفس التي يلبسها الطفل الذي في الصورة كي يتنفس في الأعماق، هذا الخرطوم يكون طرفه خارج الماء و هو الذي يمرّ منه الهواء فيؤمن التنفس للبعوض الصغير داخل الماء• لكن توجد مشكلة• نعم ذيل الخرطوم خارج الماء لكن موجة صغيرة تكفى حتى يدخل الماء داخل الخرطوم فتختنق البعوضة و تموت، و هذا لا يمكن أن يحدث؛ لأنه يوجد سائل خاص يحول دون دخول الماء داخل الخرطوم• برأيكم هل البعوضة الصغيرة هي التي قررت وضع السائل المانع لدخول الماء داخل الخرطوم؟ هل يمكن أن يكون لها هذا الذكاء• طبعاً ليس لها القدرة على التفكير في ذلك، فالله هو الذي جعل هذا السائل في طرف الخرطوم حتى يمنع دخول الماء داخله • <TABLE cellSpacing=0 cellPadding=5 width=149 align=center border=0> <TR> </TR> <TR> دبر البعوضة </TR></TABLE> هكذا تلاحظون أنّ الله لا يحمي الإنسان فقط، بل كلّ مخلوقاته التي ترونها في بيئتكم • لا تظنوا أن الأمر انتهي عند هذا الحد فالمغامرة ما تزال متواصلة ••• خلال هذه الفترة يغير البعوض جلده عدّة مرّات، وآخرها ما تشاهدونه في الصورة، لكن صورة البعوضة لم تكتمل بعد أليس كذلك؟ البعوضة الآن توجد داخل الغلاف، وهذا يعني أنّها وصلت درجة الاكتمال، فقد اكتملت أعضاؤها كالخرطوم والأرجل والأجنحة والعيون••• فهي جاهزة للطيران بعد أن تنزع عنها الغلاف الذي يلفها• و تخرج البعوضة لأوّل مرّة<TABLE borderColor=#cc0000 cellSpacing=0 cellPadding=2 width=171 align=center border=1> <TR> <td width=163 height=226> تقف البعوضة التى خرجت من الغلاف ! خلق الله تحت أرجلها •مادّة تمنعها من الغرق في الماء </TD></TR></TABLE> تمزّق البعوضة الغلاف من منطقة الرّأس أوّلاً، لكن البعوضة يواجهها خطر عند الولادة: إن تسرب الماء داخل الغلاف يعني غرق البعوضة، لا تقلقوا فالقسم الأعلى الممزق من الغلاف يحتوى على طبقة مغلّفة بمادّة تحمي الرأس من تسرب الماء إليه• إنها اللحظة المهمة إذ على البعوضة الوقوف على أطراف أرجلها فوق الماء، ولابدّ للجناحين أن لا يبتلا، فهبّة ريح خفيفة يمكن أن تسقط البعوضة في الماء فتموت• لكن البعوضة ماهرة جداً، لأن الله هو الذي خلقها وهو الذي و هبها القدرة على المواجهة• كيف تراكم البعوضة في الظلام لتلدغكم ؟ هل تساءلتم يوماً وأنتم نائمون في فُرشكم وفوقكم غطاء لا يظهر من جسمكم إلاّ قسم صغير، وتأتي بعوضة في الظلام الدامس فتلدغكم في ذلك القسم المعرّي، فإن كنتم أنتم لا ترون شيئاً في الظلام الدّامس فكيف لبعوضة صغيرة أن تتمكن من الرؤية؟ يميز البعوض الأشياء بألوانها وبدرجة حرارتها لأنّ الرؤية عندها ليست مرتبطة بالضوء إذ يمكنها الكشف عن العروق الدموية في الظلام بكل سهولة• هذه مهارة عجيبة ! لذلك قلد العلماء عيون البعوض واخترعوا الكاميرا التى ترى الصور حسب درجة الحرارة ففي الظلام أيضاً تصور الكاميرا وكأنّ محيطها مضاء• تخيلوا أن الإنسان يقلّد بعوضة صغيرة، فهل يمكن لبعوضة صغيرة أن تعرف أشياء أكثر من الإنسان لاسيما العلماء؟ طبعاً مستحيل فالله وهبها صفات خارقة والإنسان بقي حائراً أمام هذه الصفات وعمل على تقليدها، فقد قلد الطيور فصنع الطائرة كما توجد في الطبيعة أشياء كثيرة قلّدها الإنسان • أمّا نحن فلنواصل مغامرة البعوضة••• البعوضة في العمل إنّ معرفة تفاصيل مصّ البعوض للدمّ تجعل الإنسان في حيرة• أولا، تحدد البعوضة هدفها- الأيدي مثلاً- ثمّ تحدّد نقطة محددة لتغرز فيها رأس خرطومها• وللبعوضة شيء كحقنة إبرة مغلّفة بغلاف خاصّ تخرج منه عند البدء في مصّ الدّم، ويعتقد العديد من الناس أنّ البعوضة تغرز إبرتها في الجلد ثمّ تبدأ في مصّ الدّم، غير أنّ البعوضة لها طريقة مختلفة لتحقيق هدفها، فهي تبدأ في جرح الجلد بأسفل فكها الذي يشبه المنشار مستعينة بذقنها الأعلى، وتفتح الجلد ثمّ تدخل إبرتها داخل الفتحة إلى أن تصل إلى عرق الدّم فتبدأ عملها• <TABLE borderColor=#cc0000 cellSpacing=0 cellPadding=2 width=258 align=center border=1> <TR> <td height=251> هذا الرّسم يجسّد عمل البعوضة أثناء لدغها للإنسان، فهي لا تمتصّ الدّم من أجلها بل من أجل تلبية احتياجات بيضها، إضافة إلى أنّكم لا تحسّون بأيّ ألم عند قيامها بعملها لأنّها تفرز مادّة مخدّرة قبل إحداث جرح في الجلد•
</TD></TR></TABLE> البعوضة الدكتورة! قد تتساءلون ''هل تكون البعوضة طبيبة؟'' بعـد قراءتكم لشرحنا الموالي ستقولون ''حقا إنّها دكتورة ''•<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=5 width=100 align=center border=0> <TR> </TR></TABLE> يتوقّف الدم بعد مدّة إذا ما جرح عضو من أعضاء جسمكم لأنّ الدّم يحتوي على خصائص تجعله يتوقف عن السّيلان، وهي خاصّية جعلها الله في الدّم ليحمينا لأنّ جرحاً بسيطاً في الإصبع يمكن أن ينزف الدّم منه أيّاما فيفرغ الجسم من الدّم ويتسبب في وفاة الإنسان، هذا مفيد بالنسبة إلينا، لكن البعوض لا يحبّ ذلك، لماذا؟ لأنّ دمنا يتصلّب لحظة بداية المصّ فلا يمرّ الدّم من الخرطوم، وهكذا لن يوجد حيوان يسمّى البعوض لأن بيضه لا يستطيع أن يتغذى• لكنّ الله خلق للبعوضة صفات تجعلها تقوم بهذا العمل جيّدا، كيف ذلك؟ منح الله تعالى البعوضة مهارة تجعلها تفرز سائلاً عند بداية المصّ يمنع تجمّد الدّم في المنطقة التي استهدفتها بحيث يسهل عليها القيام بعملها بكلّ راحة وبساطة• ولهذا السائل خاصّية أخرى وهي كونه يخدّر المنطقة المستهدفة من قبل البعوضة بحيث إنّ الإنسان لا يحسّ بألم أثناء قيامها بعملها، وهو يشبه العلاج الذي يعطيه الطبيب لكم كي لا تحسّوا بعده بأيّ ألم • هكذا تعمل البعوضة مثل الطبيب تماما تخدّر المكان أوّلاً ثمّ تبدأ عملية مصّ الدّم، فالحكاك والانتفاخ الذي تحسّون به بعد لدغة البعوضة هو ناتج عن ذلك السائل أيضاً• بعد كلّ هذا الشرح لا تظنوا أنّ هذا يحتاج إلى وقت طويل بل تتمّ البعوضة عملها في ثوانٍ معدودة وتجمع ما تحتاجه ثمّ تذهب• عندئذ تحسّون بأنها قد لدغتكم• <TABLE borderColor=#cc0000 cellSpacing=0 cellPadding=5 width=96 align=center border=1> <TR> <td class=cresimalti width=82 height=30> تغذّى البعوضة الأمّ بيضها بالدّم الذي امتصّته </TD></TR></TABLE> الآن لنفكّر معاً: البعوضة حيوان صغير يعادل حجمه رأس قلم الرصاص، لكن العمل التي تقوم به معقّد ومهمّ جدّاً، فحسب رأيكم هل خططت البعوضة لكلّ تلك المراحل؟ إنّ منع تجمد دم الإنسان وتخدير مكان الجرح حتّى لا يتألّم الإنسان، وعينين تريان في الظلام الدّامس، وتصفيف البيض في شكل خارق حتّى لا يغرق في الماء ••• كلّ هذا لا يمكن للبعوضة أن تفكّر ولو في واحد منها، أليس كذلك؟ خلق الله لكلّ مخلوق خصائص تساعده على الاستمرار في الحياة والدّفاع عن وجوده وتدبير رزقه• وهذا دليل على رحمة الله ولطفه وحمايته لمخلوقاته• والبعوضة خير مثال على ذلك، فالله حاميها وهو الذي لا يسهو عن أيّ شيء، لذلك وهبها كلّ ما تحتاج إليه كاملاً لا نقصان فيه• الذباب من أقدر الكائنات طيراناً على وجه الأرض تحدثنا إلى الآن عن خصائص البعوض، لكن الذباب الذي ترونه حولكم في كلّ مكان له خصائص مهمّة أيضا• فالذباب من أقدر المخلوقات على الطيران، إذ يمكن لذبابة واحدة أن تخفق بجناحيها بمعدّل 500 إلى 1000 مرّة في الثانية الواحدة• هنا توقّف وانتبه! فالمدّة التي نتحدّث عنها ليست ساعة أو دقيقة بل ثانية واحدة فقط، يعني أنها فترة تكفي فقط لإغماض العين ثم فتحها، ففي هذه المدة الوجيزة تفتح الذبابة جناحيها وتغلقهما 500 مرّة• الآن فكّروا في ما يلي: ماذا تفعلون إذا طلب منكم فتح ذراعيكم وإغلاقهما ليس 500 مرّة بل 10 مرّات في الثانية؟ لا يمكنكم فعل ذلك بعضلات جسمكم، أمّا الذبابة بفضل نظام عضلاتها الخارق تستطيع فعل مالم تستطيعوا أنتم فعله و لا حتى الكبار أيضا• فهي تفعل ذلك دون أية صعوبة وبكلّ راحة فالله سبحانه وتعالى خلق الذباب في أحسن صورة• إذا أمعنتم النظر في الذبابة ستلاحظون كيف أنّها تطير من أيّ مكان دون صعوبة ولا تعقيد، و لأنّ الذباب كلّه يفعل ذلك قد لا تجذب انتباهكم هذه الحركة لكنها حركة غاية في الأهمّية والصعوبة• تعرفون جيّداً الطائرة والهيليكوبتر، حسنا، هل تعرفون منذ متى يستعمل الإنسان هذه الآلات؟ إنّ الآلات التي تطير اليوم تطوّرت خلال المائة سنة الأخيرة فقط، يعني أنه قبل 100 سنة لم تكن الطائرة والهيليكوبتر موجودتين• فالمهندسون والتقنيون قاموا ببحوث معقدة لسنوات طويلة حتّى طوّروا هذه الآلات• لكن لاحظوا هذا مهمّ جدّا: لا تملك أيّ آلة ميزة الطّيران من أيّ مكان مثلما تستطيع الذبابة فعل ذلك إلاّ عند بعض طائرات الهيليكوبتر المصممة لذلك بعد عناء بحث طويل، ومحرّكاتها قويّة لكن لا توجد لديها دقّة ولا مهارة الذبابة على الطيران• الآن تفحّصوا جيّداً أوّل ذبابة ترونها وانظروا ماذا تشاهدون• أوّلا ستلاحظون أنّ الذبابة تطير في خط مستقيم، كما أنها قادرة على الطيران في أيّ اتجاه تريد• مثلا: يمكن أن تطير بشكل تعرّجات، وبإمكانها التوقّف في أيّة لحظة ويمكنها أن تحطّ في أيّ مكان مهما كانت طبيعته وبسهولة أيضا، كأن تحط فوق السقف وعلى الحائط• فهل وجدت إلى اليوم آلة تستطيع القيام بكلّ هذا؟ تخيّلوا بأنفسكم منظر إقلاع طائرة هيليكوبتر وقارنوه بمشهد طيران ذبابة واحكموا بأنفسكم أيهما الأقدر على الطيران• الآن قد يخطر على بالكم هذا السؤال: من علّم الذبابة هذه المهارة؟ وهنا تحضر أمامنا قوة الله العظمى، فهو الذي خلق الذبابة ووهبها هذه القدرات اللاّمتناهية على الطيران <TABLE borderColor=#cc0000 cellSpacing=0 cellPadding=2 width=212 align=center border=1> <TR> <td class=cresimalti height=184> الهيليكوبتر التي صنعها الإنسان بأعلى التقنيّات لا يمكنها أن تنجح في الطّيران مثلما تطير الذّبابة• </TD></TR></TABLE> •العباقرة الصغار منتجو العسلهل تعرفون مصدر العسل الذي تتناولونه في وجبة الصباح؟ هناك احتمال كبير أنكم ستجيبون ''نعم'' لأننا كلنا نعلم أنّ النحلة هي التي تنتج العسل، لكن هل تعرفون كم تقدّم هذه النحلة الصّغيرة من التضحيّات وكم هي ذكيّة ونشيطة منذ ولادتها إلى مماتها؟ تعالوا ننظر معا كيف خلق الله النحلة؟ خلية النحل بها ملكة واحدة ومجموعة من الذكور، أمّا الأغلبيّة فهي إناث وملايين العمّال ( يمكن أن يوجد داخل الخليّة الواحدة 80 ألف نحلة .) كلّ الأعمال يقوم بها العمال، من ضمنها بناء شهد العسل وتنظيف الخلية وحراسة الملكة و إطعام ذكور النحل وتربية صغار النحل ( حليب النحل هو خليط من العسل والرحيق ) و إنشاء غرف لتربية صغارها وترتيب الغرف وضبط درجة حرارة و درجة رطوبة الخلية وجمع رحيق الورد والرّاتنج و الماء ••• لقد سبق أن قصصنا عليكم مغامرة البعوضة، فلننظر الآن معا كيف يعيش عمّال النحل: عمر عامل النحل يترواح بين 4 إلى 6 أسابيع، ويبقي طوال 3 أسابيع يعمل داخل الخلية منذ ولادته• وأوّل عمله تربية صغار النحل وذلك بإطعامهم العسل ورحيق الورد الموجود داخل المخازن• ويبدأ عامل النحل فجأة بإفراز مادّة شمع العسل من جسمه خلال 12 يوماً، و شمع العسل مهمّ جدّا بالنسبة إلى النحل لأنّ به يبنى النحل خليّته -( انظروا إلى صورة خليّة النحل في الصفحة 54 ) كم هي منظّمة، أليس كذلك؟ فهل تستطيعون أنتم رسم جدول منتظم بدون الاستعانة بمسطرة؟ وهل تستطيعون رسم خليّة على ورقة بيضاء تكون بشكل منظم؟ لن تنجحوا أليس كذلك؟ الكبار أيضاً لا يستطيعون فعل ذلك، معلّموكم وآباؤكم و أمّهاتكم وكذلك جدودكم جميعهم لا يستطيعون فعل ذلك، لأنّه <TABLE borderColor=#cc0000 cellSpacing=0 cellPadding=2 width=353 align=center border=1> <TR> <td height=241> لا يمكننا رسم خليّة سداسيّة الأضلاع مثلما تصنع النّحلة في خليّتها· </TD></TR></TABLE> يتطلّب استعمال بعض الآلات والقيام بعمليّة حسابيّة دقيقة جدّا• لكن، نحلة صغيرة تستطيع بعد 12 يوماً من ولادتها صنع خليّة غاية في التنظيم و بدون استعمال أيّة آلة! يساهم النحل جميعه في صنع الخليّة ثمّ يتجمّع في وسطها، فإذا انتبهتم ستلاحظون أنّ أضلاع الخلية كلّها متساوية• كيف تقوم نحلة صغيرة بعمل لا يستطيع أيّ إنسان القيام به؟ إنّه الله تعالى خالق النحلة وواهبها هذه القدرة الفريدة• لا تنتهي وظيفة النحل العامل هنا، بل يقوم كذلك بعمليّة خزن الطعام الذي يجلبه كبار النحل مثل شهد العسل و رحيق الأزهار داخل الخليّة إلى جانب القيام بعمليّات تنظيف الخليّة بإخراج الأوساخ والموتى خارجها• عند اقتراب انتهاء مدّة الثلاثة أسابيع تختتم النحلة وظيفتها بحراسة الخليّة والدّفاع عنها من الأعداء، وعند بلوغ الأسبوع الثالث تصبح النحلة ناضجة وقادرة على الخروج لجمع الشهد ورحيق الأزهار والماء• يعمل عامل النحل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع دون توقّف إلى أن يصاب بالتعب ثمّ يموت• باختصار تعمل النحلة طول حياتها دون توقف ولا أحد يعلّمها عملها فهي تبدأ العمل منذ ولادتها• تخيّل أنّ مولوداً جديداً ينهض من سريره فيبدأ في ترتيب فراشه ثمّ يذهب فيغسل أطرافه ثمّ يبدأ في العناية ببقيّة الأطفال الموجودين بالبيت فينظفهم ويطعمهم و يلبسهم• هذا غير ممكن أليس كذلك؟ لكن النحل يقوم بكل ذلك لأنّ الله خلقه ليقوم بذلك العمل بكل مهارة• النحلات الرّاقصات هل سبق أن قال لكم أحد بأنّ النحل يرقص؟ تخرج بعض النحلات من الخليّة للبحث عن المرعي و عن مصادر الغذاء، وبعد بحث يوم كامل تجمع الشهد بالقدر الذي تستطيع حمله ثمّ تعود إلى الخليّة، وقد تجد أماكن عدّة لجمع الشهد عندها تصبح في حاجة إلى بقية النحل لجمعه كلّه• لكن قبل ذلك يخرج النحل الكاشف عن أماكن الغذاء و يحدّد أماكنها ثمّ يعود إلى الخليّة فيجمع أصدقاءه من حوله و يرقصون بشكل جماعي يشبه شكل الرّقم 8 يعبّر به النحل عن بعد المسافة التي تفصل الخليّة عن مصدر الغذاء• ومع انتهاء هذه الرّقصة تكون النحلات قد عرفت طريقها إلى الأزهار التي ستتغذّى منها• <TABLE borderColor=#cc0000 cellSpacing=0 cellPadding=2 width=251 align=center border=1> <TR> <td height=66> يرقص النّحل برسم رقم '' 8 ''، وهدفها من ذلك هو إرشاد أصدقائها إلى مكان الطّعام· </TD></TR></TABLE> برأيكم، من علّم النحل الصغير كيف يتواصل مع بعضه البعض؟ لا ريب في أنّ الله هو الذي خلقه وهو الذي يحميه وهو الذي وهبه هذه القدرات• هل تعلمون أنّ النحل ينتج العسل لأجلنا؟ النحل ينتج العسل أكثر بكثير من حاجته، وكما تعلمون فإنّ النحل ينتج العسل في بطنه، ويخرج من هذا الجسم ما يكفيه هو و الإنسان من العسل• حسنا، لماذا يقدّم النحل كلّ هذه التضحيّات؟ لماذا لا ينتج قدر حاجته من العسل؟ لماذا يفكّر فينا؟ <TABLE style="WIDTH: 486px; HEIGHT: 219px" borderColor=#cc0000 cellSpacing=0 cellPadding=2 width=486 align=center border=1> <TR> <td vAlign=center align=left width=436 height=184> </TD> <td width=165 height=184> </TD></TR> <TR> <td class=cresimalti vAlign=center align=left colSpan=2 height=44> يخزّن النحل طعامه داخل الخليّة التي يصنعها بمهارة · تأملوا جيداً مخزن النّحل الرّائع </TD></TR></TABLE> العسل غذاء ذو فوائد كبيرة للإنسان، لذلك خلق الله النحل لينتج العسل وأمره بإنتاج العسل لأجل الإنسان، و قد قال الله تعالى في ذكر النحل و العسل : وأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتًا وَ مِنَ الشَّجَرِ وَ مِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِى مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِى سُبُلَ رَبِّكِ ذُلَلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ. سورة النحل، الآيتان؛ 68 و 69 |